ثـــــقـــــــافة كــــورويـــة

هناك العديد من الظواهر السلبية في الرياضة التونسية وبخاصة في كرة القدم وهي الرياضة صاحبة المركز الاول من حيث المتابعة
فكرة القدم هي التي تحظى بالشعبية الاولى في تونس على مر الازمنة وحتى وقتنا الحاضر
وقد تطورت كرتنا واصبحت محترفة ولكن رغم ذلك ما زالت
عقلية البعض في طور الاحتراف واحيانا تجدها ذاهبة الى الانحراف وتارة اخرى
الى الانجراف ان صح التعبير
في هذا الموضوع اردت ان اركز على بعض المظاهر او الظواهر السلبية التي تعتري المشهد الكروي الرياضي في تونس
وعندما اقول المشهد الكروي الرياضي فانا اعني بذلك كل
من له علاقة بهذا المشهد من جمعيات ومسيرين ومدربين وصحافة واعلام وجمهور
وحتى مسعفين ورجال امن وغيرهم من الذين يدخلون في هذه اللعبة سواء من
الباب الكبير او من الشباك الصغير ان جاز القول

الظاهرة الاولى
"داوووني بالحشيش راهو ابرك ليّا"
اصبحنا نشاهد كثيرا في كرتنا انه عندما يسقط لاعب بداعي
الاصابة يتم معالجته على ارضية الميدان وتكتفي النقالة التي يحملها
المسعفون بالدخول الى الملعب والخروج منه لتجد اللاعب ينهض بعدها مباشرة
لانه كان قد تلقى العلاج على ارضية الميدان مما يهدر كثيرا من وقت
المباراة رغم ان القوانين واضحة في هذا الصدد وهي ضرورة نقل اللاعب على
وجه السرعة واسعافه خارج الميدان ليس بداخله
الظاهرة الثانية
"اعطيني تصريح خطير باش نشعّل بيه النار"
مع تطور المشهد الاعلام الرياضي بسبب دخول قناة حنبعل
على خط المنافسة تجد العديد من الصحفيين الذين يتحينون الفرص للظفر بتصريح
ناري يدعّم البرنامج الرياضي الذي يمرر عقب المباريات ورغم احقية كل صحفي
في اصطياد الفرص ونيل تصريح مفيد الا اننا بدأنا نلاحظ مؤخرا تفاهة بعض
الاسئلة الخارجة عن نطاق المواضيع والتي تهدف الى تعكير الاجواء بين
ناديين او بين هيئتين ادارتين لاحد النوادي مما يخرج العمل الصحفي الرياضي
عن اهدافه ليصبح اداة لبث البغضاء بين الناس
الظاهر الثالثة
"تمخض الجبل فولد ""قطّوسًا"" "
ظاهرة قديمة جديدة ما لبثت تعود بقوة الى عالم الكرة
المستديرة وهي القرارات العجيبة التي اصبحنا نسمع بها وتطبقها الجامعة او
الرابطة المحترفة لكرة القدم
فبعض القرارات تكون خارجة عن النص القانوني والوحي
القانوني الذي جعل من اجل الرجوع اليه في الحكم واصدار العقوبات في حق بعض
الاندية والجمعيات
فاصبحنا نلاحظ مؤخرا كثرة القرارات والعقوبات
الاعتباطية التي تكون باجتهاد من طرف الاعضاء وبعيدة كل البعد عن القوانين
التي لا ننكر انها يجب ان تطور وتعدل حتى تساير التطور الحاصل في البطولة
التونسية لكرة القدم
الظاهرة الرابعة
"كلّو من الحكم"
وهي هروب المدربين او المسؤولين حين يخسر فريقهم ورفضهم
اعطاء التصريحات وحتى ان قاموا بتصريحات فان الملام الوحيد في هذه الخسارة
هو الحكم او ظروف خارجة عن الميدان الاخضر
الى متى سيظل بعض المدربين يعلقون خسائرهم على شماعة التحكيم او غيرها من الامور
ومتى سيتقبل بعض المدربين او المسيرين الخسارة بروح رياضية بعيدا عن التعصب الاعمى
الظاهرة الخامسة
"زغرطو عليه راهو *** فيه"
الجماهير التي هي في الاساس نكهة كرة القدم ووجودها على
مدارج الملعب يعطي للمباراة رونقا اخرا،، بل حضور الجماهير يجعل المباراة
ذات طابع حماسي خاصة وان جماهيرنا اصبحت تتفنن في التشجيع وتحميس اللاعبين
كلها امور ايجابية ولكن السلبي اننا اصبحنا نرى
الجماهير تصيح وتعترض على اي صافرة للحكم ضد فريقها مما يؤدي الى شحن
اللاعبين وبالتالي اعتراضهم بدورهم على قرارات الحكم سواء كانت صحيحة او
خاطئة
المطلوب من الجماهير الكروية التفقه والتثقف قليلا في
قوانين اللعبة وان تتقبل قرارات الحكم الصحيحة حتى ولو كانت ستؤدي بالفريق
الى الخسارة
وانا هنا لا اطلب من الجماهير ان تكون حجرا اصما لا
يتكلم ولا يرى ولكن قليلا من الاحترام مع توسعة البال فسنرى حكاما يحكمون
بالعدل باذن الله
الظاهرة السادسة
"طيح يا فوزي طيح"
كانت جماهير النادي الافريقي ايام فوزي الرويسي تصيح
وتصرخ عندما يكون فوزي يمتلك الكرة وهو في منطقة الجزاء وتغني وتقول "طيح
يا فوزي طيح" وذلك لبراعة فوزي الرويسي ذلك الوقت في تمثيل انه تعرض
لعرقلة في منطقة الجزاء الامر الذي يجعل اي حكم يصفرها له بكل قناعة
هذه الظاهرة عادت بثوب جديد ومع العديد من المهاجمين الذين لا يملكون براعة فوزي الرويسي في تمثيل السقوط في منطقة الجزاء
العديد من المهاجمين حاليا يمثلون السقوط في منطقة
الجزاء ويمثلون تعرضهم لعرقلة واحيانا تنطلي الحيلة على الحكم واحيانا لا
تنطلي ولكن للاسف هؤلاء المهاجمين اضروا بغيرهم من المهاجمين الاخرين
الذين يتعرضون فعلا لعرقلة مما يجعل الحكام في احيان كثيرة يعتقدون ان
المهاجم يمثل الامر الذي يحرم من عُرقل فعلا من ضربة جزاء
الظاهرة السابعة
"عمّي البوليسي احلمت بيك باش تشدني وحلمت بيك باش تسيبني"
رجال الامن في الملعب وعلى المدارج دورهم حفظ النظام
ولكن للاسف نرى احيانا رجال الامن هم الذين يتحرشون بالجمهور بسبب وبغير
سبب من اول بوابة دخول الملعب وحتى الخروج منها
قليلا من الاحترام للكرامة الانسانية من فضلكم وقليلا من المعاملة الطيبة حتى يدخل الجمهور ويشجع دون كبت
الظاهرة الثامنة
"سامحني نصرّح،، سامحني نقول انا موجود"
رؤساء الاندية سابقا كان لهم وقار وهيبة ولا يتكلمون الا في المفيد المفيد ولا يصرّحون الا بما هو جديد
الان ضاعت هيبة رؤساء الاندية واصبحنا نستمع لهم بحيرة وباستغراب
فهذا ليلة امس يتوعد في جمهور احد الاندية وهذا يتكلم عن التحكيم بالثلب والخطأ واخر يتحدث حتى عن الصحفيين
رؤساء الاندية حاليا اصبحوا وكانهم فوق الجميع على ارض
الميدان بل ربما يكونون عاملا سلبيا في شحن اللاعبين وتوتير الاجواء على
ارضية الميدان
سؤال : لماذا لا نرى هؤلاء الرؤساء في الالعاب الجماعية الاخرى لانديتهم مثل كرة اليد والطائرة
الظاهرة التاسعة
"صفقة خاسرة"
كانت كرتنا قديما رافدا مهما لابراز بعض اللاعبين
الافارقة وتصديرهم الى اوروبا اين يلامسون الابداع هناك ويضحون نجوما
لامعين في كرة القدم العالمية
الان اصبحت الانتدابات "فيها وعليها" فكثيرا من الاندية
ما تندب لاعبين افارقة ليسوا بالمستوى مما يضطر النوادي الى اجلاسهم على
دكة الاحتياط وبالتالي خسارة مبالغ مالية هامة ربما يكون من هم في صنف
الناشئين او الامال اجدر بها
كثيرا من اللاعبين الذين انتدبتهم فرقنا مؤخرا سبقتهم
هالة اعلامية كبيرة ولكن اين التميز من هوؤلاء واين الاضافة عن اللاعبين
المحليين
الظاهرة العاشرة والاخيرة
"حربوشة متاع نوم"
لا شك ان في فترة الثمانينيات ومنتصف التسعينيات شهد التعليق التلفزي في تونس تميزا وعانق الابداع .
معلقون كثرٌ هم من امتعونا بتعليقهم على المباريات سواء بحيوتهم او بثقافهتم او بخفة تعليقهم والروح التي فيه
حاليا يفتقد المشهد التلفزي الى معلقين اكفاء يستطيعوا ان يشدوك الى متابعة احدى المباريات
بل وعلى العكس اصبحت الجماهير التي تتابع المباريات عبر
الشاشة تتذمر كثيرا من فلان وعلتان بسبب ضعف التعليق ورتابته خاصة وان هذه
الجماهير اصبحت تتابع معلقين اخرين في قنوات اخرى متميزين ويتركون بصمة
حين تعليقهم على اي مباراة

اخواني
هذه بعض المظاهر او الظواهر السلبية وان كان يوجد اكثر منها،، ولكن هذه التي حضرت في ذهني الان.
لكم ان توافقوني ولكم ان تخالفونني ولكن ارجو ان لا تختلفوا معي
فشتّان بين الاختلاف والخلاف
وشكرا